المربي محمد صادق جبارة
وأيضا لأعيد الذكريات لمن عاصروا تلك الأيام الجميلة .
تكثر التساؤلات من آبناء الجيل الواعد عن بلدتهم الطيبة حول الأمور التي لم يعاصروها، وقد سُئلت عدة أسئلة عن مواضيع مختلفة، فوجدت نفسي محاصرا بأسئلتهم العطشى التي تلح في طلب المعرفة، وهم على حق في ذلك.
اليوم سوف أعيد الذكريات لمن عاصروا يوم أن ارتبطت الطيبة بخطوط الكهرباء لإنارتها، وأيضا لتقرأ الاجيال الصاعدة عن ذلك اليوم المشهود في تاريخ بلدتنا الطيبة.
أنيرت الطيبة بالكهرباء للمواطنين بمجهودهم وطلباتهم ومساهماتهم، بدلا من السراج وبدلا من إشعال النار للرؤية، وللأعمال الأخرى.
كان ذلك اليوم يوما احتفاليا، وقد كان ذلك في تاريخ 30.7.1956.
احتفال بربط القرية بالكهرباء
لقد أقيم الاحتفال بمناسبة ربط الطيبة بخطوط الكهرباء لإنارتها في مدرسة ابن رشد ( اليوم) التي كانت في تلك الأيام مدرسة ثانوية، وقد استقبل أهالي الطيبة الزائرين من الحكومة والمؤسسات بكل ترحيب، وقد عمت الفرحة القرية، فهي أول قرية عربية في منطقة المثلث والجليل والنقب تنار بالكهرباء، فبلدتنا كانت هي السباقة في كل الامور، اذ انها من أوائل القرى التي افتتحت بها مدرسة ثانوية يتعلم فيها تلاميذ القرية وتلاميذ من القرى المجاورة من المثلث وحتى من النقب ولا ننسى البنوك ومكتب البريد وصندوق المرضى وغير ذلك .
أقيم في تلك الليلة احتفال استمر حتى الساعات المتأخرة من الليل، شارك فيه وجهاء القرية متحدين، متحابين وفرحين بهذا اليوم المشهود، ونذكر من الوجهاء رئيس المجلس المحلي المرحوم محمود الناشف ( ابو نزار ) ورئيس المعارضة المرحوم عبد اللطيف الصالح جبارة، وأعضاء المجلس المحلي المرحوم حسن برانسي، والمرحوم أحمد صالح بلعوم، والمرحوم أحمد علي مصاروة، والمرحوم عبد الرحيم أنقر، والمرحوم علي الجبالي، والمرحوم إبراهيم كرمية عازم، والمرحوم محمد حسنين مصاروة، والمرحوم عبد الرحيم عازم، والمرحوم مصطفى أحمد حاج يحيى، والمرحوم محمد عبد الغني حاج يحيى، والمرحوم محمود اليوسف حاج يحيى، والسيد حسن إبراهيم عازم أطال الله في عمره، وإنني ذكرت أسماء الاعضاء متعمدا لتتعرف الاجيال الصاعدة على أسماء الاعضاء في المجلس البلدي في ذلك الوقت .
حضور من خارج البلدة
من خارج القرية شارك في الاحتفال جمهور غفير من قرى المثلث والجليل والنقب، كما شارك في الاحتفال وزير الداخلية بار يهودا، والحاكم العسكري اللوائي غوبرينغ، والحاكم العسكري للطيبة تصفي إليبيلغ، ورئيس بلدية نتانيا السيد بن عامي، وقد شاركت الفرقة الموسيقية الشرقية بهذا الاحتفال تحت رعاية دار الاذاعة الاسرائيلية وقد زينت البلدة بالزينة والورود احتفاءا بهذا اليوم.
وقد أنير 40 بيتا في تلك الليلة ويذكر أن عدد سكان الطيبة في تلك الأيام بلغ 6000 نسمة.
لا أريد أن أتوسع في الشرح عن الاحتفال بل أعطي للقارئ التمعن بالصحف المحلية التي كتبت عن هذا الموضوع والتمعن في المقال الذي كتب عن إنارة الطيبة بالكهرباء في قراءة السنابل للصف السادس .
أيها القارئ العزيز بلدتنا هي من أجمل البلاد فهي عروس المثلث فلنحافظ عليها ونساعد على تطويرها .