صورة للتوضيح فقط - تصوير iStock-undefined-undefined
وذات مرة أراد شخص أن يشاهد عرضا لهذه الحيوانات المفترسة، فأمسك بكلب راه في الشارع وحمله حيث يقام العرض، سمح لهذا الرجل أن يشاهد استعراض الحيونات، أما الكلب قد ألقوا به في قفص الأسد كطعام للأسد.
ضم الكلب ذيله إلى جسده وقبع في ركن من أركان القفص ثم اقترب الأسد من الكلب وأخذ يتشممه، رقد الكلب على ظهره ورفع أرجله وأخذ يهز ذيله وهنا مسح الأسد الكلب بكفه الأمامي ثم تركه وشأنه، قفز الكلب من رقدته ووقف على رجليه الخلفيتين أمام الأسد، نظر الأسد إلى الكلب. ثم بدأ يدير رأسه من ناحية إلى أخرى ولم يمسه بسوء، وحين ألقى الحارس بقطعة من اللحم للأسد، قطع الأسد جزءا منها وتركها للكلب.
وفي المساء عندما رقد الأسد للنوم جاء الكلب، ورقد بالقرب منه وقد وضع رأسه على قدم الأسد، ومنذ ذلك الحين عاش الكلب مع الأسد في قفص واحد، ولم يمسه الأسد بأذي، بل كانا يأكلان وينامان معا، وكثيرا ما كان الأسد يداعب الكلب، وفي يوم ما جاء شخص إلى مكان العرض ، واتضح أنه صاحب الكلب ، وقد تعرف على كلبة وافصح عن أن هذا كلبه الخاص ، وطلب من صاحب عرض الحيونات أن يرده إليه ، ولم يمانع صاحب العرض في ذلك، ولكن بمجرد أن نادوا على الكلب لإخراجه من القفص ، اشتعل الأسد غيظا وبدأ يزار ويثور
هكذا عاش الأسد والكلب عاما كاملا في قفص واحد، وبعد ذلك مرض الكلب ثم مات ، أما الأسد فقد امتنع عن الطعام وأخذ يشم الكلب ويلعقه بلسانه ويتحسسه بكفه عندما أدرك الأسد أن الكلب قد مات، حزن بشدة وراح يضرب جنبيه بذيله واندفع نحو سور القفص يعض الأرض وترابيس القفص بأنيابه اخذ الأسد يتخبط ويلف حائرا في القفص ويزمجر طول اليوم ثم رشد بالقرب من جثة الكلب وهدأ، وحاول الحارس أن ينقل جثة الكلب ، لكن الأسد لم يسمح له بالاقتراب منها .
اعتقد صاحب العرض أن الأسد سوف ينسى حزنه إذا أحضروا له كلبا آخر فجاءوا له بكلب أخرح وأدخلوه القفص ، ولكنه رفض وجوده معه واحتضن بأرجله جثة الكلب، وظل هكذا راقدا مدة خمسة أيام. وفي اليوم السادس مات
الأسد.