خطاب زلنسكي ونحن العرب !
في المقدمة : الماضي لم يكن زمن اختبارات بل كان زمن تنظير فقط... فمن كان يحسن الخطابة والحفظ كنا نرفعه فوق الرؤوس وهذا هو زلنسكي يعيد علينا الماضي!
والآن أصبحنا في زمن الاختبارات العملية...
ولذلك سقطت غالبية الظواهر الصوتية ولم يبقَ الا المخلصون و هم قليل بيننا.
وهذا الزمن لا يرفع فيه إلا من كان بينهم في المِحَن.. وذاق مرارة الواقع الأليم و دفع ثمن كلمة الحق التي قالها هؤلاء نقدسهم.
أما الممثلون المدلسون أصحاب الكلمات المستعارة فيكفيهم جداً ما أخذوه من صيت كاذب في أزمنة سابقة..
وعليهم الآن أن يذهبوا إلى غياهب النسيان غير مأسوفٍ عليهم.
وفي البدء:
تعهد بالدفاع عن الوطن فقال: "إذا حاول أحد أن ينتزع منا أرضنا وحريتنا وحياتنا وحياة أطفالنا، فإننا سندافع عن أنفسنا. إذا هاجمتمونا سترون وجوهنا، وليس ظهورنا، بل وجوهنا".
وأعلن عن فرض الأحكام العرفية في جميع أنحاء أوكرانيا.
وقال أيضا:"لا تصابوا بالذعر. نحن اقوياء. نحن جاهزون لأي شيء. سنهزم أيا كان، لأننا أوكرانيا".وقبل الهجوم الروسي قام بمحاولة أخيرة لتجنب الحرب، محذرا من أن روسيا قد تبدأ “حربا كبرى في أوروبا”، وحث المواطنين الروس على معارضتها.
كانت تلك كلمات الرئيس الأوكراني قبيل بدء الحرب ظهر شجاعاً مقداماً جندي سيدافع عن وطنه حتى الرمق الأخير، دب الشجاعة والقوة بين أبناء شعبه وجنوده حتى ظن الكثيرون بأن نصر أوكرانيا قادم دون شك.
يا لها من كلمات شجاعة! لكن هذا مجرد تبجح فارغ. الجيش الأوكراني في حالة من الفوضى والذعر بعد بدء الحرب وصرنا نرى النتائج وتوسل زلنسكي!!،على أي حال وضع أوكرانيا اليوم سيء، لم يكن في وضع يسمح له بمقاومة قوة الجيش الروسي. وفي اللحظة التي أعلن فيها الغرب أنه لا ينوي إرسال قوات للدفاع عن أوكرانيا، كانت النتيجة قد حسمت مسبقا، فلجأ زلنسكي الى أسلوب طرق الأبواب والخطابات الرنانة!!
وأين أمريكا وأوروبا؟
أين غطرسة الغرب؟!
تراكض القادة الغربيون لإدانة الغزو الروسي كما أسموه والذي، إذا صدقناهم، سيؤدي إلى كارثة مهولة، مع سقوط الملايين من الناس، وحرب دموية في جميع أنحاء أوروبا تهدد بفناء الانسانية جمعاء.
كتب جو بايدن بيانا قال فيه: "صلوات العالم بأسره هذه الليلة مع الشعب الأوكراني، وهو يعاني من هجوم بدون استفزاز وبدون مبرر من قبل القوات العسكرية الروسية.
لقد اختار الرئيس بوتين، مع سبق الإصرار والتصميم، حربا ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية هائلة. روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم، وسترد الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بطريقة موحدة وحاسمة. سيحاسب العالم روسيا.
روعتني الأحداث الرهيبة في أوكرانيا وقد تحدثت إلى الرئيس زيلينسكي لمناقشة الخطوات المقبلة. لقد اختار الرئيس بوتين طريق إراقة الدماء والدمار بشنه هذا الهجوم غير المبرر على أوكرانيا".
وكتبت، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، التي كانت قد أعلنت فرض عقوبات جديدة ضد موسكو قبل ساعات من الهجوم، قائلة: “سنحاسب الكرملين”!!
ولا ننسى صراخ بوريس جونسون وصراخه الذي أتى من لندن وقال " سوف ترد المملكة المتحدة وحلفاؤنا بشكل حاسم".
هذا الخطاب ألقاه جونسون داخل مجلس العموم خطاب ناري حارق من سمعه سيقول بأن الجيش الروسي سيعود الى اراضيه سريعا.
لكن كل هذه الكلمات والخطابات المتحدية تتناقض مع حقيقة أن بايدن وشركاءه لم تكن لديهم أدنى نية لتقديم الدعم العسكري لكييف. كانت مساهمتهم الوحيدة في الأزمة الحالية هي إطلاق سلسلة لا تنتهي من التصريحات العدائية، المصحوبة بتهديدات رهيبة بعواقب “وخيمة” من شأنها أن تأتي بعد الهجوم الروسي. وقد ساعدت هذه التصريحات، المدعومة بالتعنت العنيد في رفض المطالب الروسية، على جعل الغزو أمرا حتميا.
أخبرنا التاريخ بأنه لا علاقة للخطابات وأن النصر لا يأتي بخطابات نارية فلقد ولى زمن المظاهر الصوتية.
نفاق العالم أجمع والإصابة في أخلاقه:
أين كانت هذه الخطابات النارية الحارقة وقت شن الحرب على العراق بحجة أنه يمتلك سلاحاً نووياً! تبين بعد القضاء على العراق وأهل العراق بأنه لم تكن هناك أية أسلحة نووية كما إدعى الغرب كانت هناك وثائق مزيفة لشن حرب شعواء لا تبقي ولا تذر! فأين كان العالم حينها؟!
يظهر القادة على شاشات التلفزيون، وكأنهم صوت العقل والإنسانية بأنهم أصحاب أخلاق . لكن عندما نحك تلك القشرة السطحية لن تجد تحتها سوى القذارة. لا توجد على وجه الأرض قوة أكثر رجعية وأكثر سفكا للدماء مثل الإمبريالية الأمريكية وعملائها في الغرب لن نجد على مر التاريخ غطرسة كتلك الغطرسة.
ما هو الموقف الذي يجب أن نتخذه؟
لقد قوبل الوضع الحالي طبعا بوابل من الدعاية المكثفة في إعلام العهر. والهدف من وراء ذلك ليس الدفاع عن مصالح ورفاهية الشعب الأوكراني، كلا نهائيا. بل على العكس من ذلك فقد تمت التضحية بمصالحه بشكل كلبي على مذبح الإمبريالية.
من الضروري أن نحافظ على موقف طبقي ثابت وألا نسمح لأنفسنا بأن تخدعنا آلة الدعاية الإمبريالية الكاذبة.
مع من نحن العرب الأقحاح؟
هل ندعم بوتين الروسي عدو للطبقة العاملة، سواء داخل روسيا أو أوكرانيا، أو في أي مكان آخر. وليس غزوه لأوكرانيا سوى استمرار لأجندته الرجعية.
لكن هذا ليس هو السؤال الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا في هذا الوقت. السؤال هو: هل يمكننا بأي شكل من الأشكال أن نقف في نفس معسكر الأمريكية والبريطانية؟ هل يمكننا أن نربط أنفسنا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بحلف الناتو، تلك العصابة الرجعية؟ أو مع جونسون.
لماذا لم يتوجه زلنسكي بخطاب موجه للعرب؟
زلنسكي ألقى خطابا يوم 20/3/22 أمام اعضاء الكنيست الاسرائيلي وبعد هذا الخطاب لاقى انتقاداً واسعاً من قبل أعضاء الكنيست حيث قام بتشبيه ما يحدث لأوكرانيا بما حدث للشعب اليهودي هذا التشبيه لاقى امتعاظاً واسعاً في أوساط أعضاء الكنيست حيث تم انتقاده بشكل واسع.
وكأننا غير موجودين على الخارطة هذا زلنسكي الذي عاش مأساة العرب أدار ظهره للعرب! فكيف سينجح زلنسكي هذا في الخروج من الحرب التي هو بنفسه أدخل أوكرانيا فيها؟!
وماذا عن العرب أصحاب اللحى المستعارة! هل يستعلمون هذا الدرس أم سيستمرون على ما ساروا عليه منذ الأزمنة الغابرة وإلى يومنا.
من هنا وهناك
-
د. سهيل دياب من الناصرة يكتب : ما يجري في الدوحة ؟
-
قراء في كتاب ‘عرب الـ 48 والهويّة الممزّقة بين الشعار والممارسة‘ للكاتب المحامي سعيد نفاع
-
مركز التأقلم في الحولة: نظرة عن الحياة البرية في الشمال
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - نحن ولست أنا
-
المحامي زكي كمال يكتب : سيفعل المتزمّت دينيًّا وسياسيًّا أيّ شيء للحفاظ على عرشه!
-
د. جمال زحالقة يكتب : زيارة بلينكن لإسرائيل - بين العمليات العسكرية والانتخابات الأمريكية
-
مقال: بين أروقة المدارس ( المخفي أعظم ) - بقلم : د. محمود علي
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي - ستشرق الشمس
-
المحامي زكي كمال يكتب : الحروب الآنيّة بين الاعتبارات العسكريّة وهوس الكرامة القوميّة
-
وداعًا أستاذ فتحي - بقلم : أ. مأمون ادريس عبد القادر
أرسل خبرا