من المجتمع العربي، الذي يدرسون في أوكرانيا بتخصصات مختلفة.
عائلة بن بري من كفرقاسم كانت واحدة من العائلات التي انتظرت على أحر من الجمر عودة ابنيها محمد وحسين الى احضانها.
"في كل لحظة كان يمكن ان نرى الموت المحقق"
وقال الطالب محمد بن بري خلال لقاء بث على الهواء مباشرة عبر قناة هلا الفضائية: "الحمد لله اننا عدنا سالمين إلى البلاد، إن مما مررنا به لا يمكن وصفه، ففي كل لحظة كان يمكن ان نرى الموت المحقق".
وعن سبب عدم مغادرتهم لاوكرانيا قبل حوالي اسبوعين، اشار الطالب محمد بن بري خلال حديثه لمراسل قناة هلا الفضائية، إلى أن "الجامعات الاوكرانية قد رفضت مغادرتنا لاوكرانيا، واخبرونا انه من يغادر البلاد سوف يلاقي مشاكل في مسيرته التعليمية، لذلك لم نغادر خوفا من ان نلاقي مشاكل في تعليمنا".
"رحلة العودة استغرقت 24 ساعة"
وعن فجر اليوم الاول من الحرب، قال محمد: "كنت نائما ، فقام اخي بايقاظي قائلا لي : انهض لقد سقطت صواريخ في المدينة، فاستيقظت وخرجنا للشارع، ومع تجدد القصف في اليوم التالي، نزلنا إلى الملاجئ وإلى محطات المترو تحت الارض".
وعن رحلة عودته إلى البلاد، اشار الطالب محمد بن بري إلى أن الطريق استغرقت 24 ساعة من خاركوف إلى أن وصلوا إلى الحدود الاوكرانية المولدوفية. واضاف قائلا: "كنا من اول الوفود الواصلين إلى الحدود المولدوفية، لكن السلطات على الحدود كان تمنح الافضلية للاوكرانيين لاجتياز الحدود ، ومع كل فوج يمر إلى الجانب المولدوفي كانوا يمررون بعضا من الطلاب، وهكذا دخلنا مولدوفا".
"هي تجربة مفيدة للمستقبل اكتسبنا منها خبرة في التعامل مع المواقف الصعبة"
من جانبه، قال الطالب الاخر، محمد أبو زايد من كفر قاسم، خلال حديثه لمراسل قناة هلا الفضائية: "لقد اكسبتنا هذه التجربة، خبرة في التعامل مع المواقف الصعبة، وهي تجربة مهمة للمستقبل بلا شك. كنا طلابا وطالبات لمدة 24 ساعة في نفس الحافلة، في نفس الخوف، لنفس الهدف، لنفس السبب، لنفس النتيجة التي كنا ذاهبون من اجلها".
واشار محمد أبو زايد إلى أنه "لم يكن يرغب في مغادرة مدينة خاركوف في بداية الامر، لان الطريق للحدود المولدوفية قد تكون محفوفة بالمخاطر إلا أن اصدقاءه قد اقنعوه بضرورة المغادرة".
وحول ايام الحرب الاولى، قال محمد أبو زايد: "مع بدء الحرب، قررنا ان نبقى انا واصدقائي ضمن مجموعة واحدة، واشترينا بعض الامور للتزود بها، وجلسها في ملجأ في البناية التي كنا فيها، في يوم الجمعة عصرا كان هناك قصف عنيف ، واصبحت جميع الشوارع فارغة تماما من المارة، وفي ذات اليوم مساء اخبرونا بان هناك حافلات لمغادرة المدينة نحو الحدود المولدوفية".
"رفضت المغادرة قبل الحرب، لا لشيء سوى خوفا من يضيع مستقبلي الدراسي"
وعن رحلة الـ24 ساعة ، قال محمد أبو زايد: "خلال طريق العودة لم نلتقِ باي قوات روسية، لكن التقينا بقوات للجيش الاوكراني كانت تمر من جانبنا، بالاضافة إلى الحواجز الاوكرانية التي كان تفحص هوية الموجودين والتأكد منهم".
وعن تواصله مع اهله، قال محمد: "قبل بدء الحرب ، كانت عائلتي تضغط علي بشدة لكي اعود، خاصة والدتي التي كانت تقول لي دائما: محمد روّح ، محمد روّح".
وابدى محمد مخاوفه من ان يؤثر استمرار الحرب على مستقبله التعليمي، سيما وانه في سنته الخامسة في كلية الطب، واردف قائلا: "في داخلي هناك الكثير من التساؤلات، ماذا سيحدث ، إلى متى سوف تستمر هذه الحرب، ماذا سيحدث بخصوص هذا الفصل الدراسي، خاصة وانني رفضت المغادرة قبل الحرب، لا لشيء سوى خوفا على مستقبلي".
" تخرجي بمثابة الحلم، لكن حلمي اختفى بين ليلة وضحاها"
من ناحيته، قال الطالب حسين بن بري شقيق محمد بن بري، وهو طالب هندسة كان يستعد للتخرج: "كان من المفترض ان استلم اليوم ، الاول من آذار، مشروع تخرجي، لابدأ بتجهيزه وتسليمه في تاريخ 05/06 ن هذا العام، وهذا السبب الوحيد الذي دعاني للبقاء في اوكرانيا وعدم مغادرتها قبل بدء الحرب".
واضاف حسين خلال حديثه لمراسل قناة هلا الفضائية: "كان تخرجي بمثابة الحلم، لكن حلمي اختفى بين ليلة وضحاها، خاصة وانني كنت قبل يوم من بدء الحرب، اجهز باوراقي في الجامعة لارسالها إلى العاصمة من اجل تسجيل مشروع تخرجي، وفي ذلك اليوم عدت بشكل طبيعي لغرفتي ونمت ليلتها لاستيقظ فجرا على صوت القصف".
"هناك طلاب عرب ما زالوا عالقين"
واشار حسين بن بري، إلى أنه "ما زال هناك طلاب عرب من البلاد لم يغادروا اوكرانيا بسبب وجود مشاكل في جوازات سفرهم واجراء استصدار الفيزا، والسبب الثاني هو انهم موجودون في اماكن بعيدة جدا عن الحدود ولا توجد مواصلات عامة تقلهم".
"هناك طالبات من اغمي عليهن وسقطن ارضا خلال رحلة العودة"
ومن جانبها، قالت طالبة طب الاسنان في اوكرانيا، ميري طيبة: "ان نفس الاسباب التي تحدث عنها زملاؤها هي التي منعتها من المغادرة قبل الحرب، خاصة وانا كانت تستعد لامتحان هام في دراستها، وان المحاضرين في الجامعة، كانوا يحذرونها من المغادرة قبل الحرب".
وعن رحلة العودة الشاقة، قالت ميري: "تجربتي كفتاة هي بلا شك مختلفة عن الشباب، فالشباب يمكنهم تحمل هذا الخوف والتعب، لكن نحن عانينا اكثر منها، فهناك طالبات من اغمي عليهن وسقطن ارضا، خلال رحلة العودة إلى البلاد، لكننا تحملنا وصبرنا إلى أن وصلنا البلاد ، ورأينا أهلنا بخير وسلام".
وعن الوضع في مدينة خاركوف، قالت الطالبة ميري: "ان اوضاع السكان هناك، صعبة جدا، فمنهم من لا يجد ماءً ولا غذاء، وحتى المواد التموينية من المحال تكاد تنفذ، ناهيك عن الطوابير الطويلة في المتاجر".
"الجامعة قامت بفصلي!"
من ناحيتها، قالت الطالبة، سهران بن بري التي عادت للبلاد قبل بدء الحرب بأسبوع: "لقد تلقيت مكتوب فصل من الجامعة لأنني غادر قبل اسبوع من الحرب، لكنني خاطرت بمستقبلي ودعت للبلاد لأنني أخاف من الحرب".
واضافت: "مع بعد الحرب قامت الجامعة بتعليق الدراسة حتى اشعار اخر، لكن لا ندري ماذا ينتظرنا ، ونخشى ان يضيع تعب السنين".
تصوير موقع بانيت