من سنوات طويلة بتلميع حكم صدام وتأليه القائد والدفاع عن جنونه ورفض اي نقد له, اغلبهم هرب خارج العراق بعد 2003 لكن بعد 2005 عادوا وتمتعوا بحماية الاحزاب واصبح التكريم والمناصب لهم وحدهم, وهذا من اكبر خيبات الوطن التي عشناها, واليوم (كهنة معبد صدام بالأمس) وهم الذين تطبع كتبهم ويحصلون على اعلى الرواتب والمناصب!
بالمقابل ابناء الوطن من شعراء والكتاب وروائيين ممن لم يخضعوا للنظام السابق ولا للحالي, وضعوا على الهامش يستجدون الفتات.
ستكون سطوري عن كاتب استشهد وهو يدافع عن مظلومية وطن, وقد تم نسيانه مع انه يستحق الذكر والمجد, لكن زماننا مريض فلا يمجد الا منافقي البعث, سأكتب عن الكاتب الراحل الشاعر والكاتب حسن مطلك.
• تعريف بالكاتب حسن مطلك
الاسم هو: حسن مطلك روضان عبد الكافي الجبوري، كاتب ورسام وشاعر عراقي, ويعد واحداً من أهم الأصوات الأدبية الحداثية التي برزت في العراق، في ثمانينيات القرن العشرين. ولد سنة 1961 في قرية سديرة التابعة لمدينة الشرقاط في شمال العراق, عاش في كنف عائلة ذات ماضي عريق في الزعامة العشائرية وثرية بعطائها للأدب الشعبي.
أنهى دراسته الجامعية سنة 1983 حاصلاً على شهادة البكالوريوس في التربية و علم النفس, من كلية التربية في جامعة الموصل, أقام عدة معارض للفن التشكيلي وأصدر مع مجموعة من أصدقائه في الجامعة مجلة ("المُربي") نشر فيها مقالتين إحداهما عن الفن التشكيلي والأخرى قراءة لرواية الطيب صالح (موسم الهجرة إلى الشمال), وبعد أدائه للخدمة العسكرية الإلزامية عمل أستاذاً في معهد المعلمين في كركوك, ومديراً لعدة مدارس إعدادية, وحسن مطلك هو شقيق الكاتب العراقي محسن الرملي.
• موته
قام نظام صدام بإعدام الكاتب حسن مطلك شنقاً في 18 يوليو 1990, في الساعة السابعة مساءً، بتهمة اشتراكه في محاولة لقلب نظام الحكم, حيث راح يصفه بعض المثقفين إثر ذلك بأنه (لوركا العراقي).
• الأدب والسلطة
في احد حوارات الراحل حسن مطلك يقول: "حرب الأديب ضد السلطة بكل أشكالها هي حرب دائمة، وفعلاً هذه الرواية (دابادا) مكتوبة ضد السلطات, أشكال السلطات الموجودة في المجتمع؛ السلطة التاريخية والسلطة الاجتماعية والسلطة السياسية، وطبعاً هي لا تخص سلطة معينة بالتحديد, ولهذا أقول الكلام بدون رقابة".
• الكتابة بقيود هي كتابة مفتعلة
لقد أحب حسن التحرر دائما من القيود وهو يكتب، أراد أن يكتب كيفما كان, جالسا ونائما أو حتى واقفا, حيث كان يقول الكاتب الراحل: "لنقل ان لا يجعل الكتابة فعلا اضطراريا", فجاءت كلماته بعفوية وحس عنيفين، تخرج الكلمة كيفما جاءت، أي أن الكاتب طفل نقي تجرد من كل خوف, أو حسبان لشيء إلا فنه وحسه تجاه هذا الفن, إذن من الخطأ كل الخطأ أن نعتقد بأن أسلوب حسن هو أسلوب اضطراري.
• الإزدحام بالكتابة
في حوار مع الراحل حسن مطلك أجراه عيدان محمود الصحن، ونشر في بغداد 1988، يقول عن الكتابة: "الحضور بالنسبة لي هو أن أكتب وأستغرق في الكتابة, وتجربتي ذات أمواج تضعني دائماً في فورة المحاسبة, أنا مزدحم وأخاف وأحذر النشر مخافة أن أندم فالكثرة لا تعني شيئاً في الإبداع, أكتب الرواية ليس لأنها سرقت من الفلسفة والشعر قوتيهما, ولا لأنها فن العصر كما يقال، بل لأنها صعبة، وعرة، ولأنني أستمتع كثيراً بهذا الخطر, ليس ثمة فارزة بين الواقعي والخيالي في الأدب، أحدهما يكون ذراعاً والآخر رأساً واللغة روح لهذا الجسد الهجين.
وعن اللغة في كتاباته، يقول حسن مطلك: "أذكر قولاً لأحد كتاب الرواية الحديثة، يقول: ( لم أحاول في يوم ما أن أجبر اللغة على قول ما لا تريد أن تقوله), واللغة هي أنا، فأحاول أن لا أكذب قدر الإمكان، إنها ليست مجرد أداة للتوصيل, فهي تشمل الصوت أحياناً, المهم أن نجرب كيف تخطيء في اللغة بعد أن نتقن الإعراب, ليس للكتابة وقت محدد، ولكن لحظة الدهشة هي ذروة الإبداع, دهشة الاكتشاف التي تضيع الكثير من التفاصيل، غير أنها تعطي بالمقابل لغـة مـضيئة".
• رواية دابادا
رواية (دابادا)، تقع في (220صفحة)، صدرت لها طبعات عديدة في بيروت والقاهرة وبغداد, يعتبرها البعض أهم الروايات العراقية التي ظهرت في نهاية القرن العشرين، حيث قال عنها، “جبرا إبراهيم جبرا”: "إنها رواية غير عادية، فهي جديدة وكاتبها شاب جريء", وقال الروائي، “عبدالرحمن الربيعي: "لقد أحببت هذه الرواية العصية، إنها رواية مختلفة، لا يمكن أن تذكرنا بأي عمل روائي آخر ولم تتعكز على إنجاز روائي سابق, إنها رواية وحيدة ومكتفية بما حملت". وقال القاص، “محمود جنداري: "إن (دابادا) هي الكتابة بشروط الحياة". وقال الناقد، د. عبدالله إبراهيم: “إنها رواية تستفز القارئ، وهي تتصدى لقضايا كبرى، إن هذه الرواية ستثير إشكالات في مستوى القراءة ومستوى التأويل وستختلف الآراء حولها".
وقال الشاعر صلاح حسن: "إنها الرواية العراقية الوحيدة التي ظهرت بهذه السمات المميزة.. إن (دابادا) هي حقاً رواية عراقية متميزة، وفيها من التجديد ما لا يمكن إنكاره على الصعيدين البنائي والمضموني، حيث يمكّناها من الوقوف إلى جانب الروايات العظيمة".
وقال الناقد، د. باسل الشيخلي: "إن هذه الرواية تتجاوز حدود الواقعية لتدخل في إشكالية أكبر وأوسع من نمطية الكتابة المقنّعة, وإن لغة (دابادا) هي سر قوتها".
• مؤلفات الكاتب
ا- 1988 – دابادا (رواية) –220 صفحة، صدرت طبعتها الأولى عن الدار العربية للموسوعات في بيروت سنة 1988.
2- قوة الضحك في أُورا (رواية) – 145 صفحة، صدرت طبعتها الأولى عن دار دون كيخوته في دمشق عام 2003.
3- الأعمال القصصية – 262 صفحة، صدرت طبعتها الأولى عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت سنة 2006م.
4- كتاب الحب.. ظَلالهن على الأرض (كتابة حرة/مُذكرات) – 125 صفحة، صدرت الطبعة الأولى عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت 2006.
5- مجموعة شعرية ( أقنعة.. أنا وأنتِ والبلاد) – 70 صفحة، صدرت الطبعة الأولى عن دار ألواح في مدريد عام 2004 وتضم 21 قصيدة وعشر تخطيطات له.
6- العين إلى الداخل (كتابة حُرة، يوميات وقصائد) – 141 صفحة، صدرت عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع في البحرين سنة 2011.