في مدينة رهط هذه الليلة بين عائلات من العمراني وأخرى من العتايقه حول قسائم الارض في ضاحية الكرامه (٤).
الضحية الأولى لسلطة تطهير البدو هم جزء من عائلة محمد العتايقه.. فقد رحلوا من مسكنهم وهدمت بيوتهم وسوقت قسائمهم التي كانوا يسكنون عليها لأخرين من رهط.
الضحية الثانية عائلات كثيرة ومنها العمراني الذين وزعت لهم قسائم سكن وعلى مدار ١٥ عام لا يستطيعون البناء.. وقد وصل الوضع في قسائمهم القديمة حد الانفجار خمسة او سبعة أسر تسكن قسيمة الف متر.. كارثه إنسانية لا يوجد مثلها إلا في المخيمات الفلسطينية.
15 عاما والسلطة تماطل في الحل ، لماذا ؟
لشبك الناس لقتل بعضها هكذا كان الاستعمار على مر التاريخ.
الوساطة الاخيرة:
تدخلت أنا شخصياً بين العائلتين ومع الاخ سامي ابو صهيبان عقدنا اتفاق هدنه لمدة شهرين لحل المشكلة.
وفعلاً كثفت البلدية جهودها ووصلنا للحلول التالية:
أولاً: موافقة العتايقه على حصر القسائم عددا في منطقة سكنهم الذي رحلو منها بالقوة . وبعد تسجيلها بأسمهم يفتح مجال البناء للجميع.
ثانياً: موافقة الناس الذين سوقت الدولة لهم هذه القسائم على التنازل عنها بشرط حصولهم على قسائم مثلها.
هنا اصبح الحل في يد سلطة تطهير البدو ودائرة الأراضي لكنهم ماطلوا وماطلوا حتى انتهت مهلة هدنة الشهرين.
عدت ومعي سامي للوساطة بين الطرفين وطلبنا من العمراني تمديد المهلة خاصة اننا تقدمنا لحل 80% من المشكلة ووضحنا للناس أهداف الدولة من وراء كل ذلك شبك الناس. طلبنا إعطاء البلدية فرصة لاستكمال الحل..
عائلة من العمراني أصرت على بناء خمسة بيوت لمن هم في ضائقة علب السردين على أن لا يبني احد غيرهم حتى تحل المشكة. العتايقه وافقوا على صب الباطون في الجور المفتوحة وقسم منهم وافق على مطلب عائلة العمراني بناء خمسة بيوت لكنهم أشترطوا موافقة المعارضين بينهم..
طلبنا مهلة زمنية لاقناع المعارضين من العتايقه وافق ابو خالد العمراني ولم يرد على طلبي جمعه العمراني.. وافق احمد وسليمان العتايقه على مطلب جمعه العمراني ورفض غيرهم ونحن بصدد الجهود لاقناعه انفجر الوضع أمس ليلاً وقد تكون مستجدات حدثت أمس لليلاً ولا أعلم عنها.
أسوِّق هذا السرد لأبين للناس عدة حقائق
الأولى: أن الدولة معنية في قتل بَعضُنَا البعض على القليل من الأرض بعد أن نهبت الكثير الكثير منها .
الثانية: أن واقع مدن وبلدات علب السردين قاد إلى انهيار اجتماعي وأخلاقي ومعه قيادة الكبار الحكماء "والي ما له كبير بطيح في البير".
ثالثاً: يا اهلنا في القرى موتوا على أرضكم وفي قراكم بدون أعتراف خير لكم من أعتراف يقود بكم إلى جحيم مدن وبلدات علب السردين.
رابعاً: يا شباب وشابات بلدات ومدن علب السردين.. تنظموا، انتفضوا لنغير هذا الواقع الجحيم والقادم أعظم.
اذا لم نغير هذا الواقع ليس فقط سوف لا يجد هذا الطفل مسكّنه بل أين سيدفن موتاه..
من أجله وأجلكم تنظموا وثوروا مدنياً في وجه هذا الطغيان.